الأحد، 10 فبراير 2019

الشياطين يأكلون ويشربون مع الإنس 00201146928884

الشياطين يأكلون ويشربون مع الإنس إذا لم يذكروا الله تعالى عند ابتداء طعامهم وشرابهم ؟

قال القاضي أبو يعلى : والجن يأكلون ويشربون و الدليل على أكلهم وشربهم قوله e :” إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله

أما طعامهم ففي الحديث الذي رواه عبد الله ابن مسعود t في الليلة التي افتقدوا فيها رسول الله e ، وكان يدعوا الجن للإسلام قال الشعبي : وسألوه الزّاد وكانوا من جنِّ الجزيرة فقال : ” كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحماً ، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم ” فقال رسول الله : ” فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن “. حديث حسن صحيح

وقد ورد في الصحيح ” أن الرجل إذا دخل منزله فلم يذكر الله عند دخوله وعند عشائه قال الشيطان لجماعته : ” أدركتم المبيت والعشاء ”

هل يرى الواحد منّا الجنّ على حقيقته ؟

نستطيع أن نستنبط من القرءان والسنة أن الجنّ يتشكلون في صور ، وهذه الصور غير حقيقة الجنّ فالجنّ لا ترى على حقيقتها مصداقاً لقول الله تعالى : “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ”

واعتبر بعض الأئمة أن من ادّعى رؤية الجنّ ردّت شهادته منهم الشافعي رحمه الله يقول : من زعم أنه يرى الجنّ أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم :”إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ” إلا أن يكون نبياً والله أعلم

أما الصور التي يتشكلون بها ، أو يسكنون بها فهي الحيات والكلاب كما ورد في الحديث أنهم يتجسدون في شكل حيّات وهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة ، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بقتل الحيّات ، إلا في البيوت فتنذر ثلاث ، خشية أن تكون من الجانّ المسلم . وعن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلّم يخطب على المنبر يقول :” اقتلوا الحيّات واقتلوا ذا الطفتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر ويستسقطان الحبل “. وكذلك ورد في الحديث قتل الكلب الأسود فإنه شيطان ، ” لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهم ” –الأسود الخالص . وفي رواية أحمد : “عليكم بالأسود بالبهم ذي النقطتين فإنه شيطان ” . وفي صور بني آدم كما أتى الشيطان قريشاً في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى معركة بدر . كما ورد في قوله تعالى : ” وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب “. وكما روي أيضاً في السيرة النبوية الشريفة أنه تصّور في صورة شيخ نجدي لما اجتمع كفار قريش في دار الندوة للتشاور في أمر الرسول صلى الله عليه وسلّم هل يقتلونه أو يحبسونه ، أو يخرجونه ، كما قال الله تعالى :”وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “.

إذاً لماذا لا نراهم على حقيقتهم ؟

قال تعالى :”إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ” روى أبو الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ” خلق الجنّ ثلاثة أثلاث ، فثلث كلاب وحيّات وخشاش الأرض وثلث ريح هفافّة ” .

وفي الحديث الذي رواه جبير بن تفسير عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : ” الجن ثلاثة أثلاث –فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء – وثلث حيّات وكلاب – وثلث يحلّون ويظعنون ” .

ماذا يعني في اللغة بأن الجنّ ريح هفّافة . ورد في لسان العرب في مادة هفهف – الهفيف : سرعة السير ، وهفّ يهف هفيفاً ،أسرع في السير والهفاف = البرّاق ، وريح هفافة : يعني سريعة المرّ . ومن معاني هفافة أي شفّافة غير مرئية ، والعرب كانت تسمي الحيّات الكثيرة الإهتزاز بالجانّ وقد ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى هذه الخاصية الموجودة في الجنّ �-والله اعلم بمراده – وذلك عندما ألقى موسى عصاه فانقلبت إلى حية كبيرة وهي تهتز ، قال تعالى : “فلما رآها تهتز كأنها جان ولّى مدبراً ولم يعقب ” وبما أن العلم الحديث قد اكتشف أن هناك ترددات فوق صوتية لا يسمعها الإنسان وهي التي تزيد على ال30 ك هيرتز تسمعها الكلاب والقطط وغيرها .

وأيضاً اكتشف العلماء أن للموجات الكهرومغناطيسية ترددات أعلى من البنفسجي ( 8 ميكرون فما فوق ) وأقل من الأحمر ، لذا فهي غير مرئية لنا وتدعى الموجات القريبة من اللون الأحمر بإسم خاص هو الأشعة (تحت الحمراء) ، أما القريبة من البنفسجي فتدعى بالأشعة( فوق البنفسجية ) .

وإذا ما ارتفع التردد أكثر من البنفسجي تصدر الأشعة السينية ، وإذا أصبح التردد أقل من الأحمر بكثير تحصل على الموجات المستخدمة في الردار والتيلفزيون والردار بجميع موجاته . فإذا كان العلم قد اكتشف تلك الطاقة الخفيّة والمؤثرة وأقرّينا بها رغم عدم رؤيتنا لها . فما المانع بأن يكون الجنّ من نوع هذه الطاقة ذات التردد العالي بحيث لا نراها ولا نسمعها � – والله أعلم –

وقد أشار ابن عبّاس رضي الله عنه إلى ماهية الجنّ في تفسير قول الله سبحانه : “وخلق الجان من مارج من نار ” فقال المارج أنها اللهب الذي يعلو النار فيخلط بعضه ببعض أحمر وأصفر وأخضر .

ورأينا أن هناك ناراً غير التي نستعملها في حياتنا اليومية وأن أصلها من النّور وأن ما نرى من صواعق وبروق هو من نار السموم التي وردت في قول الله تعالى :”والجان خلقناه من قبل من نار السموم “الحجر 27

وهي كما قال عنها ابن مسعود رضي الله عنه :” هي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، وهي نار تكون بين السماء والحجاب” وقال ابن عبّاس رضي الله عنه :” أنها نار لا دخان لها والصواعق تكون منها ” (القرطبي 10\23 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق