إنّ الرّقية الشّرعية هي تحصين النّفس البشريّة من العين، والحسد، والمسّ، كما أنَّ من مضمونها طلب الشّفاء والتّحصين من الله عزّ وجلّ، ودفع السّوء والشّر، وتحتاج الرّقية إلى شروطٍ حتّى تكون كاملةً لا يتخللها أيَّ نقص، ومن شروط الرّقية أنّ تكون من الكتاب أو السّنة، أو ببعض المأثورات عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وعدا ذلك لا تعتبر رقيةً صحيحة مطلقاً، كما أنّ من شروط الرّقية الاعتقاد الجازم بأنَّها تنفع بإذن الله ومشيئته وتقديره، سواءً أكانت من الشّخص الرّاقي، أو الشّخص المُرقى بها، كما أنَّها تتطلَّب صدق النّيّة والإخلاص من الطّرفين، فحين تتواجد شروط الرّقية يتحقّق مفعولها بمشيئة الله عزّ وجلّ.
محتويات
* ١ كيفية رقية البيت
* ٢ شروط الرقية الشرعية
* ٣ حكم رقية البيت
* ٤ إرشادات عند الرقية
* ٥ المراجع
كيفية رقية البيت
تتمّ رقية البيت عن طريق قراءة آيات من القرآن الكريم، أو أدعية واردة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومنها: (1)
* قراءة آخر آيتين من سورة البقرة:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "، وفي فضلهما ما رواه البخاري في صحيحه:" مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ "، قال ابن حجر أي كفتاه شرّ الشيطان، وقيل: دفعتا عنه شرّ الإنس والجنّ.
* قراءة سور الإخلاص والمعوّذتان، فعن عبد الله بن خبيب قَالَ:" أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ. ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا مَعْنَاهُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّيَ بِنَا، فَقَالَ: قُلْ. فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا، يَكْفِيكَ كُلَّ شَيْءٍ ". وثبت عنه أنّه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ:" قل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ النّاس، ما تعوذ النّاس بأفضل منهما ".
* بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرّاتٍ إلَّا لم يضُرّهُ شَيْءٌ.
* قراءة سورة البقرة، فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشّيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة "، أي السّحرة.
شروط الرقية الشرعية
إنّ للرقية الشّرعية شروطاً حتى تكون تامّةً، ومنها: (2)
* أن تكون الرّقية الشّرعية من كلام الله عزّ وجلّ، أو بأسمائه، أو بصفاته، أو المأثور عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
* أن تكون باللغة العربية الفصحى، وهذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، فكلّ اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناه لأنّه يكره الدّعاء بغير العربية، وإنّما يرخص لمن لا يحسن العربية، فأمّا جعل الألفاظ الأعجمية شعاراً فليس من دين الإسلام.
* أن يعتقد أنّ الرّقية لا تؤثّر بذاتها، وإنّما بتقدير الله سبحانه وتعالى.
وفي حال اجتماع هذه الشّروط معاً، فإنّ الرّقية تعتبر رقيةً شرعيّةً، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم:" لا بأس بالرّقى ما لم تكن شركاً "، رواه مسلم، ومن أنفع الرّقى رقية الإنسان لنفسه.
حكم رقية البيت
لا يوجد أيّ حرج في قراءة آيات من الرّقية الشّرعية على الماء، وأن يتمّ رشّ المنزل وما حوله به، والطريقة الصّحيحة لذلك هي قراءة آيات السّحر على الماء، وخاصّةً قول الله سبحانه وتعالى:" قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ "، يونس/81، ثمّ يتمّ رشّ الماء المقروء عليه في داخل المنزل، فيبطل ما كان فيه من سحر بإذن الله.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز:" ثبت في سنن أبي داود أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قرأ في ماء في إناء وصبّه على المريض، وبهذا يعلم أنّ التداوي بالقراءة في الماء وصبّه على المريض ليس محذوراً من جهة الشّرع إذا كانت القراءة سليمةً ". (2)
إرشادات عند الرقية
هناك مجموعة من الإرشادات التي يجب على المسلم أن يتبعها عند قراءة الرّقية الشّرعية، ومنها: (3)
* أن يكون كلّ من الرّاقي والمرقي على طهارة تامّة.
* أن يستقبل الرّاقي القبلة.
* أن يتدبّر الرّاقي والمرقيّ النّصوص المقروءة، فلا يقولها الرّاقي دون ان يتفكّر في معانيها، ولا يستمعها المرقيُّ إلا وقد اجتهد في تدبُّرها، واستحضر كلاهما الخشوع في أثناء الرقية بتعلق القلب بعظيم قدرة الله تعالى، وحسن الاستعانة به سبحانه.
* أن ينفث الرّاقي في أثناء القراءة وبعدها، ولا بأس بتركه.
* أن يضع الرّاقي يده أثناء القراءة على ناصية المرقيّ، أو على مكان الألم.
* في حال لاحظ الرّاقي تأثّر المريض ببعض الآيات في أثناء الرّقية، فلا بأس بتكرارها ثلاثاً، أو خمسًا، أو سبع مرّات، وذلك حَسَب الحاجة وملاحظة درجة الاستجابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق