بسم الله الرحمن الرحيم
به نستعين و عليه نتوكل
و الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد صلوات ربي وتسليمه عليه و على آله الأطهار آمين
ثم أما بعد . ؛
نتحدث اليوم عن فطرة خلق الله سبحانه وتعالى للانسان و أنه ( جل في علاه ) قد قدر على الانسان أن يولد مسلم بالفطرة ثم يقوم أهله بتنصيره أو تهويده على حسب ديانتهم التي ينتمون اليها . و هذا الشيء ثابت لدى الجميع .
و مادام الانسان مخلوق على فطرة الاسلام و الايمان بالله الواحد الأحد . .إذن فإن هذا الإنسان يمتلك جزء ( ولو بسيط ) من الروحانيات بطبيعة خلقته الايمانية .
لنصل في النهاية الى خلاصة تجربة عمرها سنوات و سنوات هذه الخلاصة تقول :
أن كل إنسان خلقه الله ( روحاني ) بأصل الخلقة . . و لكن هذا الانسان إما أنه أضاع ما فتح الله به عليه . . و إما أنه سعى لاستثمار هذه الامكانية التي وهبها الله له .
و لكن لا يعني أن الانسان ( روحاني بالفطرة ) أنه يستطيع تسخير الجن و الحكم عليهم ( سواء هم أو أي مخلوقات غيبية أخرى ) .
إنما تعني الفطرة الروحانية لبنو البشر إيمان أرواحهم بالوجود المطلق و القدرة المطلقة لله سبحانه و تعالى .
فحتى البشر البعيدين عن المجال الذي نبحث ونفتش فيه منهم من كلما أتى عليه شهر رمضان الفضيل يطلق عبارة شهيرة جدا ألا و هي ( شهر رمضان . . الروحانيات بتكون عالية فيه ) .
و بالطبع فإن من يرددون مثل تلك العبارة يقصدون أن الشهر الفضيل يزداد فيه اقتراب العبد من خالقه من خلال التعبد و كثرة الذكر .
و ياليت كل الشهور رمضان . . !
و ليس كل البشر يستطيعون تنمية مواهبهم الروحانية بسهولة لأن هذه المسألة تحتاج الى خبرة و دراية كبيرتين و لا تتوافرا لكل البشر . و لكن يمكن للبشر أجمعين الاعتماد كليا على عدة نقاط لتقوية الروحانيات و تنمية موهبتها لدى الانسان . هذه النقاط أرصدها لكم في السطور القليلة القادمة :
أولا : الاقتراب من الله و عدم تضييع أي فرصة للصلاة و الأذكار و الاستغفار لأن هذا هو الطريق الوحيد الصحيح لنيل المراتب الروحانية
فافهم ترشد . !
ثانيا : البحث عن شخص يمتلك الخبرة الروحانية الكافية ليرشدك للطريق الصحيح .
ثالثا : الالتزام بتعاليم الاسلام السمحة و المحافظة قدر الاجتهاد على عدم فعل الصغائر و الابتعاد بالنفس تماما عن الكبائر .
رابعا : محاولة التمييز بشكل واقعي و فعلي ما بين الروحانيات و الشركيات لأنهما تماما يشبهان الماء العذب و الماء المالح . و يجد الكثيرين صعوبة بالغة في التمييز بينهما .
* و النقطة الأخيرة تحديدا ستكون محور لأحد المقالات القادمة باذن الله تعالى .
- و في سبيلنا لتقديم صورة أكثر إسهابا عن الموضوع نتوكل على الله مكملين . . بأنه على الانسان أن يقف دائما و أبدا الى جوار الحق ولا يخشى فيه لومة لائم . . كما أنه يتعين على الانسان أن لا يصمت عن الحق لأن الصامت عن الحق شيطان أخرس كما أخبرنا رسولنا الكريم ( صلوات ربي و تسليمه عليه ) .
الخلاصة :
أنت تملك روحانيات قد تكون قوية و قد تكون غير ذلك . و لكنك في النهاية روحاني و تستطيع من خلال بعض الاجتهاد تحصيل ما هو أكثر . فقط عليك بالالتزام و التروي قبل القيام ببعض الخطوات التي قد تكون خطيرة عليك و على حياتك إن أنت لم تحسن الاختيار أو وقعت فريسة الكلام المعسول .
و كل لبيب بالاشارة يفهم . . !
أتمنى تكون الرسالة قد وصلت للجميع
مع أمنياتي بالنجاح و التوفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق