بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعينالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مفهوم الذكر : الذكر : هو التخلص من الغفلة والنسيان بحضور القلب مع الحق , وقيل : ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان . والذاكر قد يكون اللسان , وقد يكون بالجنان ( وهو القلب ) , وقد يكون بأعضاء الإنسان , وقد يكون بالإعلان والإجهار , والجامع لذلك كله ذاكر جامع .
أنواع الذكر :
ذكر الظاهر بحركات الأجسام ,
ذكر الباطن بحركات القلوب ,
ذكر الأسرار بالسكون .
وليس في الأغذية قوت لأرواح وإنما هي للأجسام , وقوت الأرواح والقلوب ذكر الله علام الغيوب . قال الله تعالي ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
فإذا ذكرت الله تعالى ذكر معك كل من يسمعك , لأنك تذكر بلسانك ثم بقلبك ثم بنفسك ثم بروحك ثم بعقلك ثم بسرك ,ذلك فى الذكر الواحد .
فإذا ذكرت الله تعالى بلسانك ذكر مع ذكر لسانك الجمادات كلها .
وإذا ذكرت بقلبك ذكر مع قلبك الكون ومن فيه من عوالم الله .
وإذا ذكرت بنفسك ذكر معك السماوات ومن فيها .
وإذا ذكرت بروحك ذكر معك الكرسى ومن فيه من عوالمه .
وإذا ذكرت بعقلك ذكر معك حملة العرش ومن طاف به من الملائكة الكروبيين ( وهم سادة الملائكة سموا بذلك لشدة قربهم من الله تعالى) والأرواح المقربين .
وإذا ذكرت بسرك ذكر معك العرش بجميع عوالمه الى أن يتصل الذكر بالذات .
أفضل الأذكار للسالك المبتدئ :
ومن أفضل الأذكار للسالك أن يبدأ بالصلاة علي حضرة النبي صلي الله عليه واله وسلم دون غيرها من الأذكار , فإنه صلى الله عليه وسلم الواسطة بيننا وبينه والدليل لنا عليه , والمعرف لنا به , والتعلق بالواسطة مقدم علي التعلق بالمتوسط إليه .
وأيضا محل الإخلاص القلب , وقد يكون مصروفا لغير الله .
والنفس متوجهه الى الخلق , أمارة بالسوء , متبعة للشهوات , مائلة للأباطيل , وذلك كله أدناس تحجب القلب عن الاخلاص ,وعن الوجهة الصحيحة الى الله تعالى .
وهى قابلة لأوامر الشيطان , ولو لم تكن قابلة منه لما وجد مسلكا للقلب , وقبولها منه دليل على غفلتها وغيبتها عن الله تعالى .
والغيبة حجاب كثيف عن خالقها , والحجاب ظلمة , فاحتاج السالك لدفع تلك الظلمة وزوال تلك الأدناس , والظلمة تزول بالنور .
روى أنه صلى الله عليه واله وسلم قال ( الصلاة عليّ نور ) . وزوال الأدناس بالمطهر .
فلذلك يؤمر السالك بالصلاة على النبى صلى الله عليه واله وسلم لتطهير محل الإخلاص , إذ لا إخلاص مع بقاء العلل وزوال النعم .
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق