الأحد، 16 مايو 2021

الفرق بين علم السيمياء والسحر الشيخ محمود العطار 00201146928884

 السيميــــــــــــــاء :



وهو من نوع السحر التخيلي الذي في الغالب عليه لا حقيقة له إلا في عين الرائي . قال القرافي في الفروق


: (( السيمياء وهو عبارة عما يركب من خواص أرضية كدهن خاص أو مائعات خاصة أو كلمات خاصة


توجب تخيلات خاصة وإدراك الحواس الخمس أو بعضا لحقائق من المأكولات والمشمومات والمبصرات


والملموسات والمسموعات وقد يكون لذلك وجود حقيقي يخلق الله تلك الأعيان عند تلك المحاولات وقد لا


تكون له حقيقة بل تخيل صرف وقد يستولي ذلك على الأوهام حتى يتخيل الوهم مضي السنين المتطاولة


في الزمن اليسير وتكرر الفصول وتخيل السن وحدوث الأولاد وانقضاء الأعمار في الوقت المتقارب من


الساعة ونحوها ويسلب الفكر الصحيح بالكلية ويصير أحوال الإنسان مع تلك المحاولات كحالات النائم


من غير فرق ويختص ذلك كله بمن عمل له ، ومن لم يعمل له لا يجد شيئا من ذلك )) [ ص 121 / 4 ]




وقال حاجي خليفة في كشف الظنون : (( اعلم انه قد يطلق هذا الاسم على ما هو غير الحقيقي من السحر


وهو المشهور وحاصله إحداث مثالات خيالية في الجو لا وجود لها في الحس وقد يطلق على إيجاد


صورها في الحس فحينئذ يظهر بعض الصور في جوهر الهواء فتزول سريعة لسرعة تغير جوهر الهواء


ولا مجال لحفظ ما يقبل من الصورة في زمان طويل لرطوبته فيكون سريع القبول وسريع الزوال وأما


كيفية إحداث تلك الصور وعللها فأمر خفي لا اطلاع عليه إلا لأهله وليس المراد وصفه وتحقيقه ههنا بل


المقصود هنا الكشف وإزالة الالتباس عن أمثاله وحاصله أن يركب الساحر أشياء من الخواص أو الادهان


والمائعات أو كلمات خاصة توجب بعض تخيلات خاصة كادراك الحس ببعض المأكول والمشروب


وأمثاله وفي هذا الباب حكايات كثيرة عن بن سينا والسهر وردى المقتول )) [ ص 1020 / 2 ]




وهو نفس سحر السيمياء بالإضافة إلى ربط أعمال السيمياء بالكواكب وحركاتها الذي يسمونه الطالع . قال


القرافي في الفروق : (( الهيمياء وامتيازها عن السيمياء أن ما تقدم يضاف للآثار السماوية من


الاتصالات الفلكية وغيرها من أحوال الأفلاك فيحدث جميع ما تقدم ذكره فخصصوا هذا النوع لهذا الاسم


تمييزا بين الحقائق )) [ ص 121 / 4 ]




علم الحروف وخواص الأسماء :




قال ابن خلدون في المقدمة الفصل التاسع والعشرون علم أسرار الحروف : (( وهو المسمى لهذا العهد


بالسيميا . نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة ، فاستعمل استعمال


العام في الخاص. وحدث هذا العلم في الملة بعد صدر منها، وعند ظهور الغلاة من التصوفة وجنوحهم إلى


كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ، وتدوين الكتب


والاصطلاحات ، ومزاعمهم في تنزل الوجود عن الواحد وترتيبه . وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهره


أرواح الأفلاك والكواكب، وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء ، فهي سارية في الأكوان


على هذا النظام . والأكوان من لدن الإبداع الأول تتنقل في أطواره وتعرب عن أسراره ، فحدث لذلك علم


أسرار الحروف ، وهو من تفاريع علم السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله. تعددت


فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتبع آثارهما . وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس


الربانية في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار


السارية في الأكوان )) [ ص 556 – 557 ]





قال داود الانطاكي : (( وهو علم باحث عن خواص الحروف افرادا وتركيبا وموضوعه الحروف


الهجائية ومادته الأوفاق والتراكيب .




وصورته تقسيمها كما وكيفا وتأليف الاقسام والعزائم وما ينتج منها وفاعله المتصرف وغايته التصرف


على وجه يحصل به المطلوب إيقاعا وانتزاعا ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة )) [ أبجد العلوم


ص 236 / 2 ]



ونلاحظ أن أن علم الحروف يشتمل على أكثر من فرع من فروع السحر كما قرر ذلك الأنطاكي فعلم


الحروف جمع الاوفاق والاقسام والعزائم والروحانيات الذي ندرجه تحت الاستخدامات والاستعانة بالجن


، مع مراعات الطالع الذي يعمل به السحر فلذلك قال الغزالي في رسالة سر العالمين قال في المقالة


السابعة عشر : (( أما السحر فهو عمل وكلام قد تداولوه بينهم في أوقاتي معلومة وطوالع معروفة


وطلسمات مضروبة... الخ )) [ مجموعة رسائل ابن الغزالي ص 516


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق